المشاركات

دولة المعاتيه - أحمد داود

صورة
فى كتاب دولة المعاتيه لمصطفى العباسي ذلك الشاب الذى سأم الواقع المصرى بكل ما فيه من سخافات بدأت تتراكم فى سماء حياته منذ صغره حتى صارت كثفا وعندما بدأت هذه السخافات تتساقط بغزارة دونما انقطاع قرر أن يركب موج البحر مغامرا بحياته هروبا من نخبتنا العقيمة وبيروقراطيتنا المدمرة لكل طموح المحاربة لكل عقل مستنير المجتثة لكل نابتة فكر .  سافر فى رحلة غير معلوم مآلها فإما أن تبتلع أمواج المتوسط جسده وتتقاذفه أمواجه العاتية حتى يستقر أشلاءً فى أمعاء حيتان المتوسط التى تترقب مثل هذه الوجبات المصرية الشهية عند كل صباح . وإما أن ينجو بحياته من غياهب البحر ليبدأ رحلة من المعاناة فى بلد لا يعرف من شأنه إلا النذر اليسير فإن كانت احتمالية نجاته من الموت غرقا ضعيفة فإن احتمالية نجاته من خطر الترحيل أشد ضعفا .  كانت رحلة قوامها المغامرة وعمادها الكره ، كره نخبتنا الكسيحة وإدارتنا المعوقة ، كره الواقع المصرى الأليم ، كره الوطن الذى يعاملك معاملة ابن الزنا ويستهجنك استهجان المجذوم . كره الألية التى تداربها الأمور فى مصر ، ألية البركة وقراءة الكف وحسن الطالع ألية الوساطة والرشوة ، ألية شخلل

لماذا نرفض قرض صندوق النقد؟ - محمود عبدالعزيز

صورة
لم أعتد الكتابة فى الإقتصاد , لكن الأمر يتعدى الحديث بالمعنى الفنى , إلى حديث فى صلب الهم الوطنى السياسي والإجتماعى بشكل عام ,ومن هنا نبدأ... الإجابة, فى سؤال عن ما هو الدور الذى يُراد لمصر أن تلعبة فى تقسيم العمل الدولى ؟ ثم عن طبيعة الإقتصادات التى تمكن الدول من الصمود فى مواجهة التحديات , والصدمات الخارجية ؟ ثم عن طبيعة الدور الإجتماعى الذى تلعبة الدولة ويلعبة القطاع الخاص ؟وبالأحرى سؤال عن حدود الدور الذى تلعبة الدولة إقتصادياً وإجتماعياً؟ • أولاً, المقصود بتقسيم العمل الدولى , هو دور مصر فى الإقتصاد العالمى , هل هى منتج صناعى أو تكنولوجى كبيرفى قطاعات بعينها , أو زراعى كبير فى محاصيل بعينها (القطن , قصب السكر ...إلخ ), وهكذا , وبالتالى فى إطار مبدأ الإعتمادية بين الدول فى عصر العولمة , تتخصص أو تتركز إقتصادات بعينها فى مجال بعينه وتبقى إحتياجاتها الأخرى منتجه فى أسواق أخرى , وعادة كان يركز الصندوق فى مصر على قطاع الزراعة وأهمية تطويرة ,وهذا يعكس رؤيته لدور مصر فى تقسيم العمل الدولى , ( مثلما كان الإستعمار البريطانى بيعتمد على مصر فى إنتاج القطن لتشغيل مصان

عالم بلا فقر، رحلة بين ضفتي كتاب - أحمد داود

صورة
بعد قراءة متعمقة إستمرت قرابة الشهرين لما كتبه البروفسير محمد يونس فى كتابه عالم بلا فقر، يمكنني أن أقول أن محمد يونس لم يكن أستاذا تقليديا يسعي إلى منصبا رفيعا ليمتطيه إلى ركام الدنيا الزائل ولكنه كان صاحب رسالة سعي لتبليغها سيعا حثيثا وبذل فى سبيلها النفيس قبل البخس، وبالكثير من الصبر والعظيم من الحلم الأناة استطاع يونس أن يخطو بعزيمة كالجبال خطوات ثابتة فى طريق القضاء على الفقر، وما لبثت مع الوقت أن استحالت خطواته قفزات شاسعة، فها هي تجربة بنك جرامين يتم استنساخها فى الفلبين والصين والهند بل والولايات المتحدة الأمريكية. بدأ يونس عمله كأستاذ للاقتصاد فى جامعة من جامعات الولايات المتحدة الأمريكية ثم عاد إلى بنجلاديش فور استقلالها ليعمل كرئيس قسم الاقتصاد فى جامعة بنجلاديش، كان يقول أنه سئم الحياة الأكاديمية لما تنطوي عليه من تناقض صريح مع الواقع الذي يحياه الناس، ففي الوقت الذى يُدّرس فيه نظريات التنمية التى تحتوى على مبالغ بمليارات الدولارات داخل قاعات الدرس المكيفة يتضور الفقراء جوعا خارج أسوار الجامعة. وعندما قرر يونس النزول للشارع لتقصى أحوال الفقراء وجد نفسه أمام نوع

تـحدي القـــيادة الافـــريقية بيـن تنظيـر زكـي وواقعيـة ماثـاي - أحمد داود

صورة
تؤكد وانغاراي ماثاي فى كتابها افريقيا والتحدى مرارا وتكرارا على أن التحدى الرئيسي الذى يواجه أفريقيا ما بعد الاستعمار هو تحدى القيادة، فالقيادة من وجهة نظر ماثاي هي تعبير عن مجموعة من القيم، ويحدد حـضورها أو الافتقار إليها اتجاه المجتمع، ولا يؤثر فقط على أفعال الأفراد بل على دوافع ورؤى الأفراد والجماعات التى يتكون منها ذلك المجتمع. فالدول الأفريقية المستقلة كانت ستحقق تقدما ملموسا إذا ما جرى توجيهها من قبل قادة يعملون بدافع الحس الخدمي تجاه شعوبهم، ومن ثم يقوم بنيان الحكم على قواعد سليمة فيكون أساسه المشاركة الشعبية فى تحديد الأولويات التنموية  وعماده الشفافية والمسائلة من خلال مؤسسات تشريعية حرة وقضاء مستقل ومجتمع مدني فعال. ومن ثم فإن السؤال الذي يفرض نفسه هو: ما سبب هذا العجز الملحوظ فى القيادة الأفريقية ؟  هذا السؤال الذى طرحته ماثاي وقامت بالاجابة عليه بشكل يميل إلى العملية منه إلى التنظير، قام الدكتور رمزي زكي بالإجابة عليه فى كتابه الليبرالية المستبدة بشكل أكاديمي، فكان تناوله لمشكلة القيادة فى أفريقيا ودول العالم النامي عموما بمثابة التأصيل العلمي وتناول م

قراءة فى كتاب " افريقا والتحدي " (1) - أحمد داود

صورة
تنبع أهمية الكتاب من شخص مؤلِفِه، فهي عالمة البيئة الكينية وانغاراى ماثاي الحاصلة على جائزة نوبل تقديرا لإنجازاتها فى مجال البيئة، فهي المؤسِسة لحركة الحزام الأخضر التى عملت على مساعدة المجتمعات المحلية فى زراعة الأشجار لتحسين أرزاقها، وحماية بيئتها. كما أنها عملت فى الحكومة الكينية وشاركت فى العديد من الجهود الدولية لمساعدة افريقيا وحماية البيئة، هذه الخبرات على المستوى الدولي والمحلي كما تقول ماثاي فى كتابها هي التى شكلت نظرتها العالمية للتحديات التى تواجهها افريقيا. كما أن هذه الخبرات أضفت على الكتاب لمسة واقعية، ليكون بمثابة تأريخ توصيفي لمعاناة الإنسان الافريقي فى العصر الحديث. تبدأ ماثاي كتابها بعرض قصة فلاحة تزرع على التلال فى مدينة ياوندى عاصمة الكاميرون، تقول ماثاي أن الطريقة التى كانت تزرع بها هذه المرأة تتعارض بشكل مباشر مع كل المبادئ التى عَرفتها للمحافظة على التربة والأنواع. كما أنها تضع يدها بشكل مباشر على معاناة افريقيا الحقيقية، وهي أنه بينما يستمر المسؤولون الحكوميون ومسؤولي المؤسسات الدولية يعقدون مؤتمراتهم فى الفنادق الفاخرة ليناقشوا قضايا البيئة والتصحر